فى المساء الأخير
جلسنا متقابلين كما اتجاهات الكون الأربعة
واجهنا ما كان مجهولا منا و غامضا
تعرت نوازعنا التي طالما أخفيناها
وكان الإتفاق على تبادل الرهائن
سجينك أنا ... و انت أسيرتي
فليحرر كل منا الآخر
ردي لي عيني فطالما تعودت ألا ترى إلا طيفك
حين يمر بخاطري فأظل أتحدث معه حتى يغفو على صدري
و أذناى لم تشغفا لحديث إلا لصخب صمتك
حين تدوى ضحكاتك الطفولية تداعب نبضات قلبي
أليست تلك شفتاى المرتسمتان على جبينك
لم تتعلما حين النطق سوى الهمس بحرف اسمك
وتلك يداى لم تزل أناملك الصغيرة تحتضنها أصابعي
لترسمك كل يوم زهرة لربيع دائم الخضرة
إعطيني كل ما تركته لديك من وهج و ألق و إنتصار
كل ما أودعته صدرك من قلق و ألم و زخم
ردي لي عمري و أيامي و دقائقى الكثيرة فى إنتظارك
و لتأخذى كل ما وهبتنى إياه ...
علبة فارغة من أحلام جوفاء
كانت يوما ها هنا
و فضلت الرحيل
فى المساء الأخير
حين أردت رسم صورة لك
لم أجد ملامحك فى خاطرى
هل رحلتِ و أخذتِ معك حتى الملامح
لم تتركى لي عينيك أو حتى شفتيك
أرسمهما لونا ألون به فضائي المتسع بعد رحيلك
ياللذكرى !!!
حين تقرب الملامح أو تبعدها و تمحيها
و أظل أنا الحقيقة التي رسمتها أناملك
و أنتِ الحلم الذى لم أعد أحدد ملامحه الآن
فقد أفقت من الحلم
و تاهت مني تفاصيل اللقاء...
حرة الآن أنت !!!
فقد حررت جميع إمائي يوم أعتقتك