للخداع أشكال عديدة و للكذب ألف وجه و الف مرايا تعكس قبحه
يقابلونك أحيانا و على وجوههم ابتسامة رائعة تنسيك هم الدنيا
و تجعلك لا تفكر الا فيهم و فى سعادتهم . يتوقف الزمان للحظات
حزنهم و تعود الشمس حيت تشرق وجوههم بالابتسام.
تتحلل انت و تذوب الف مرة مع كل غصة تلم بهم . و تفقد حياتك
الوانها اذا بهتت الوانهم , او امتد اللون الاصفر ليصبغ حياتهم
و كم تعشق الاخضر حين يفترش رمال صحاريهم . و تزرع هناك
أشجار من عشقك وورود من محبتك و شوقك.
تضىء لهم الكون بقبس من أشعة روحك الاسطورية. هم كل
ما تملك من الحياة و كل ما تريده من الايام و كل ما تحتاج اليه
و لكنك فى الحقيقة لا تعنى عندهم سوى تسلية لهذا الوقت
أو ربما شغلا لوقت فراغ لديهم ,, أو مكملا لأدوات زينتهم
يخرجونك من حقائبهم وقتما يشاؤون ,
ويقذفون بك على قارعة اول طريق يسيرون فيه وفى اول
سلال للمهملات تقابلهم يلقونك حين ينقص احتياجهم اليك.
بينما يكونون هم محور حياتك تكون انت لديهم واحدا ممن ينتظرون ,,,
ثم يأتى اليوم الذى يبحثون عنك فيه و يتلهفون لرؤيتك و يشتاقون
لسماع اخبارك و يتسآلون عن أحوالك و كأنهم ما انقطعوا عنك بالامس
و لا غابت شموسهم عن حياتك و لا انطفىء بريق الامل فى عينيك
برحيلهم . و لا يلقون بالا لهذا الجليد الذى أصبح يغلف حياتك بغيابهم.
يأتونك بعد أن تفعل بهم الأيام ما تشاء ,, ...
عندها فقط يتذكرون أيامك و يتحسرون على وجودك
و يدركون مدى روعة أن تكون موجودا فى حياتهم ,,
يأتونك معذبين يقتلهم الحنين شوقا الى أيامك بعد ان دارت بهم ايامهم ,,,
متناسين عذابك و آلامك , مطالبين بشوقك و حنينك الا يضيع و ألا تمحوه السنين
يأتونك حقا ....و لكن بعد فوات الآوان,,
يأتونك حقا ....و لكن بعد فوات الآوان,,
